الجمعة، 28 مايو 2010

وشاء القـدر



**


على تلك الطاولة العتيقة عانقتُ نفسي جمعتني ، فضياعُ أمسي كان أقسى من أن لا أبكي أقسى من أن لا أجزع أقسى من أن لا أحزن ..

فيآ أنا .. أنا يآ ذلك الضمير المختبئ خلف كوماتٍ من لعنات المصير ..
ألهمني وحيًً يرشدني إلى الخلاص يرشدني إلى الانتهاء من كل ما بيّ من مُحيط ..






















..

ولأني مازلتُ أنتظرك خلفَ ذاك المعبر ، معبرُ الضالين الهائمين في حانة الصامتين المعذبين ، حيثُ أسقيتني منه الشقاء والأسى ، ورغمَ أني مازلت أتكئ على الكرسيٍ الذي أهريته بثقلِ انتظاري وكثيرِ صبري ، فأنا يا أنت لم أجزع يوماً على ساعتي بل توقفت معها بكل رضا عند موعد لقئنا ، ذلك الموعد القريب بتوقيت ساعتي البعيد جداً من عمري الزمني العقيم .





















لم يعد يكفي أن أُلامس ذاك الزجاج لأتذكرك أو أن أقف أمامه دامعة الأعين لأُعيد ذكراك بيّ ، لم أعد أحتاج تلميحات لاستدعائك بذاكرتي الصماء
لا يا أنت لم تغب عن مخيلتي حتى بضع ثواني فتفاصيل يومك الأول بيّ قبعت على ذاكرتي وأعجزت حركاتها ، فوصلات مساراتي أصبحت تحبوا بين خلايا هرمت و أنحنى ضلعها القويم بك .


















هكذا كُنت أنتَ أمام القدر لا تتعثر ولا تسقط ولا تزل ولا تمرض ، تسير به ولا يسير عليك ، يمارس شقائه بكَ ولا تأسى ولا تسقم .
لم يكن القدر يرغب بانهزامٍ آخر يسقطه أكثر ، فقلب مساره نحوي وكأنه ينتقم منك بي ولا يبالي بجسدٍ أرهقه جلد الذكرى ووقع الكوارث في أعماق روحه ، جسدً أبى أن يمارس حقه بالتحولات المتقلبة والتكيفات المعاصرة لروحٍ كهُلت بعذرية أنثى وخطئِ الجسد الأولى والفانية والمدمية ، لروحٍ مارست جميع أولى حياتها جملة واحده أختصرت بها سنين وسنين وندفت معها حق الحياة .
























لم أكُن أنثى تجيد فنون رسم الحياة ولا نحتها بالصنم المراد ، بل أتبعتُ هوى الأنا ليلقي بيّ على حممِ تلسعُ روحي وتنفيها .

**


( أعلم أن المساحات بين الشوق والفقد أُحكم لصقهما ، ولذا أنا الآن لستُ إلى مساحاتٌ من الشوق ومن الفقد أكثر ) .

الأحد، 20 ديسمبر 2009

فَ لترأف السماء ، ولتحنو عليّ

فقدٌ ينخر عظامي ، ويهلك بقايا جسدي ، ويمنع مني حتى حق البقاء ~ ..
أمرض بك ، وأعود لِ ألملموني بمهدئات كاذبة وأقول في نفسي أني شفيت .. شفيت منك ، وما ألبث حتى تعود لتلتصق بروحي ذكرى تفاصيلك .



أكان يجب علي أن أتألم ، لأنفث في أعماق أحاسيسك أني أهيم بك
أكان يجب علي بكل صباحٍ أن أرسل مع الطيور الساكنة في كبد السماء أنشودة أرتلها ، أرجوك بها
أكان يجب علي أن أعيد تكوين وسادتي بكل مساء لتناسب شكل الألم معك
أكان يجب أن أحزن حتى تقول فيني لما كُل هذا الشحوب
أكان يجب أن أسلخ الفرح مني لتلاحظ أني أتألم
..!؟





..
أدخلني حبكِ سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلكِ لم أدخل مدن الأحزان
لم أعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
وأن الإنسان بلا حزنٍ ذكرى إنسان
_

هل هو تنبؤٌ نزاريٌ منه عن أجيالٍ بعده ، أم أن تكدس البشرية ..؟
جعلت من الأقدار تعيد تكرار الحدث فَ تتشابه الأحزان ..؟


أن كنتَ تسمعني وتراني .. فأنا أتساقطُ شوقً ورغبه .. بك وإليك ..




أيها القريب البعيد ، أيها الساكن في مساحات فضاء عالمي ، يبعثرني وجودك بين فواصلي ويلقي بي لأشقى انهزاماتي .
أضيع ما بين قوسي الدجى حين يضعهما القدر بين يدي ويتركني ويمضي .


أريدك ولا أريد ..!
أريد أن أكون بك أريد أن أتنفسك أحضنك إقراءك بين صفحات أيامي كلها وتُوشمها بختم مرورك الزكي الشافي
ولا أريد أن أكون معك ومع ضعفي الدائم ، لا أستطيع أبد أن آتي إليك ، قبل أن أرى شيءً من الإيماءات الخفية لتعني لي بِ أهلاً ..
لا أريد توبيخاً أكثر لذاتي ولا أريد جلدً أكثر لانهزامي
ولكن ماذا عن صراعاتي وأنت قريب مني ومتجاهلً لحضوري
ماذا علي أن أفعل ، أصرخ ، أتعثر ، أم أموت حيرة وتردد ، أم أذوب شوقً ورغبه
ماذا علي أن أفعل ..!

آه يا أنت .. مازلت هُنا ، يتوازى استقامة ظهري باستقامتك ، وما زالت بقايا أنفاسك وأحرف حديثك تطير متخاصمة تريد إثارة ذاتي الموجعة ، أتخشب خائفة أدعي ألا مبالاة ، وأنني لا أعلم بك .
تركلني بأطراف جسدك وتقول بأعينٍ تحلق لسماء : "sorry" فأجاوبك وأتجاهل عروبتي لألتصق بك : "don't worry I'm fine "
كيف لك أن لا تعلم وأنت فقط من كان معي في ذاك المقهى ، لا أحد يحتسي كوب قهوته هُنا سوانا على طاولتان اقتربتا حد الالتصاق
فَ أصبحت أجوب بك كَ الطيور بسمائك ، أحاول جاهدة أن ألاعب الغيوم لأخلق لحظةُ سهوٍ أصافحك بها ، أو أن أخلق صدفة تخبرك أني هُنا وأني أقطن خلفك .
ولكن هيت لي كل مُراد .

فَ لترأف السماء ، ولتحنو عليّ


كان يجب علي أن أخُط النهاية مُبكراً ، وقبل أن أعلق بهذه المعمعة ، كان يجب علي أرتكز على تجارب غيري وأمتعض ، كان يجب علي أن لا أقدم لك كلي هدية ، وأن لا أترك لك جسدي فراشً تمارس به شغب دفئك ، كان يجب علي أن أعي أكثر وأن أعتني بنفسي أكثر لكِ لا تتكاثر بي فأفقد صلت روحي بجسدي فيطيش كلٌ على حده ، كان يجب علي أن لا أُصدق رجلٌ أحمق يلوثني , ولا يعيرني سوى الامتهان والنقص .



::

أحتاج أن أنزعك مني ، لكن أخشى علي الموت
وأن أكون ذكرى من العدم
..

الخميس، 10 ديسمبر 2009

نوبةٌ لآ أكثر ..


..



أحتاج لمساحةٍ سوداء تكتم أنفاسي ، وتخلصني من بياضٍ كاد يفتت عظامي

نوبة كتابية تثير فيني رغبة التساقط


لا أعلم بأي إيحاءٍ أبدء

تتزاحم الأبجدية وتعيق فرصة بث الروح فيها

أحتاج لِ وهلاتٍ زمنية أعيد فيها تكون الأبجدية وخلقها بي من جديد



طغيان
عصيان
وخروج عن الملة

قَومٌ ضال
وَ
شعبٌ ينتحر


لا شيء أضعفُ من الإنسان حين الموت

[ . وَ يموت الأوفياء . ]


سَ أعود بعد ترتيبي ، لأغرق مطراً

..

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

أهلاً بكَ يا ع ـيد ..|










غداً العيد غداً سأخوض صباح ليس كَكُل صباح .

غداً أشراقٌ جديد ليومٍ جديد ولمصافحة جديدة مع القدر .

غدي سيكون مليء ومليءٌ جداً بتفاصيل لم أعتاد عليها ، تفاصيلي ستدهشك إلى حدود ما لم تكن تضن .

نعم ، غريبةٌ أنا من بعدك ، لا يُأخذ بيّ ، أتقلب بمزاجيتي إلى حدّ ألا مقبول وألا متوقع وخصوصاً معك .









فجر غدٍ .!؟



أستنشقه بطريقةٍ أُخرى بطريقةٍ لم أعتد عليها

أجمع به تعابير تعاستي وأنبش بماضٍ قرر أن ينفثني من مستقبلٍ يناديني ، من ماضٍ أراد أن أكون له مخلصة وأن لا أفكر بأحدٍ سواه ، من ماضٍ جعل مني أنثى تهوى العبث بصندوقِ الذكريات بصندوقها الأسود أقلب بهِ ولا أكف ولا أكلُ ولا أسأم ، ماضٍ أحبني حدّ الامتلاك حدّ التحكم وألا مبالاة بجسدٍ يشتهي العبث بحاضرٍ مجهول أسير به ولا أعلم ماذا سيحمل لي من مفاجئات وهدايا وأحداث ومن فرح ومن حزن ، يريدني أن أكون جسد تحرقهُ الـ لو ولما ومتىَ .









غداً وبعده سأكون بخير ..

وسأرمي ما خلفه الزمن من تعاريج ومتاهات وألم في قمامة ذاكرتي المظلمة .

سأضع كُل شيء خلفي وأقف متخشبة أمام رياح أحزاني التي تحاول مجاهده أن تعثر وتوقع صف أفراحي وابتسامتي وبهجتي .



غداَ سأكون قوية ..

وسأنسى ، وستضيع يا أنت بدوامة أفراحي ، ستكون كما لو لم تكن ، ستكون بي شيءٌ لا أقف أمامه كثيراً .

أتعلم ، أن وقعت غداً صورتك سهواً أمام عيني ماذا سأفعل ..!؟

فقط سأرمقك بشفق وسأحمل تلك الجماد وأضعها بأعلى رف ليقبرها الغبار ، وأمضي .

وأيضاً أتعلم ، أن هيكلتك الأماكن ، وأعادت تكوين جسدك أمام ، ماذا سأفعل ..!؟

سأحاورك بشغف ، وسأنظر لعينيك بصفاءٍ يخلو من وشوشة أكاذيب الهيام ، وأقول بكل برود وبكل هدوء ، أذهب أو عُد فأنت لا تعني ليّ أي شيء .



غداً سأكون الأجمل ..

وسألبس فستاني القرمزي الفاتن ذاك الفستان الذي أخترت تفاصيله بعناية ذاك الفستان الذي خبأته ليومي الأبيض معك ، لذلك اليوم الذي انتظرت شيءً من طيفه ولم يُقبل ، ذلك اليوم الذي أصبغته برمادية الانتظار والصبر والأمل ، ولكن ذلك اليوم ولى يا أنت ، ولذا أصبح فستانك لا يعني لي سوا دقة حبكة التفصيل والانتقاء وترف الذوق لا أكثر .



غداً موسم الأعياد ..

غداً هو عيدي الأول بدونك ، وعيدك الأخير بدوني .

غداً يومٌ منفرد ، سيكون يوماً ستجتمع به فصول السنة ، وسأمارس به ثقافة التمرير والاندماج وأنت ..؟









حقاً أتراني أستطيع ..!



سأجتهد وخالقي سأجتهد كثيراً ، فأملي بالله كبير .

أعدك أني سأكون ، ما لا تُريد أن أكون .





( لحظة بها كل الفصول .. لحظة تجمعني معك )



..

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

أحتباسُ غصة في شريآن أُنثى ..}



اعتكفتُ الحزن لِ بعض سنين , فَ ما خرجتُ مِنهُ بِ ما يُروى , ملفٌ مبتور مُكبل بِ حديد مُحكم القيد , لم يتسنى لي نبشُهُ فَ هجرته , وأعدمتهُ حتى من خاصية "للقراءة فقط" , ولكن جعلني أقف أمامه متأملة , متنفسةً بِِ حرارة مطبقةَ الشفاه .

وخزتٌ أبقت أثرً على جسدي , وبِ ِبعض بقايا أدخنه تخرج من صلب صدري , مُخلفة خلفها رماد متناثر بين أحشائي , وكسرٌ لِ النون .

فَ هذا المجتمع يقفز فوق رغبة التاء ويغلفها بِ رداء المحظور , رغم الإدعاءات التي تردد بِ الحرية والمساواة , وكأن الضعف والاستكانة أصبحت صفه ملازمة لِ الأنثى , نعم أنا خُلقت من ضلعٍ أعوج فَ لا يعني أن عليكَ أن تُقومني , فلو استقمت كُسرة , ولو تُركت نَقُصت , لا ترسم الحدود لِ حريتي فَ الكل خُلق حُر بل أجعلني أتمتع بِ انحنائي خلف مركز دائرتك , لا تملك اتجاهاتِي الأربع لأنك سَ تنسى وجود الفروع وحينها سَ أتخذ لك منها مخرجك , ولا تخلق العين الثالثة لِ ترصد خُطواتي فَ أعلم أن وشاحٌ أسود كفيلٌ ب إعمائك , ولا ترسي قواعد مِحرابك وتطلب مني الاعتكاف به فلو أنقدتُ أمامك بِ رضا فسوف ألقي عليك لعنة الإكراه خلفك , ولا يغيب عنك بِ " إن كيدهن عظيم وأن فعلُهن جسيم " .

وخروجٌ عن الموضوع سَ أعود إلى حيثُ بدأت ..

لأسير على أطراف الجدار بِ بطء كي لا أزعج المارة , وأهمس بِ وشوشات هائمة قد تقع وقد لا تقع .

أحاول أن أخلق مذهبً جديد , ونسكاً آخر أتمتم به ديني , وأقضي به حوائِجي , وأسند به ظهري , وأُسَلِمَ به جميع جوارِحي , وبدونك يا أنت .

فَ لم أجد لي منفى سوا الهروب من أرضي إلى أرضٍ أكثر تبجيلاً لِ الأنثى , أكثر إيماناً بِ كينونتها , فَ أنا أحتاج لِ أسطورة تسكُنُني وفضاء أُمارس به شغفي وتجاوزاتي لِ أفطُم به أزماتي , أحتاجُ لِ أرضٌ بِ لا حدود بِ لا هوية بِ لا زمان , أرضً أُعانق الفرح معه وأرقصُ طرباً وألهوا , أحتاجُ لِ أرضٍ أضعُ به قدمي لِ اخطوا به نحو الإنجاز نحو التقدم نحو الطموح , لِ أضع فوقَ رأسي تاج الكمال النسبي, وأصبح ملكةُ بلادي .

قد أجد بِ المقابل انهياري , انهزامي , فَ أنا سَ أُصافح الغربة سَ تُرحب بي سَ تحضنني وترعاني , سَ يكون رفيقي الوفي وحدتي , سَ أجثوا كثيراً مُتذللةٌ لِ صبري , سَ أكون كَ تلك القافلة الضالة وسَ يطمع العبارة بي , سأعاني ليلً سرمدي دائم في أرضي الباردة التي تخلوا حتى من أثار الكائنات الحية , سَ أعاني من قرصت بردي , وسَ يمزق جسدي تغريد عصافير حاجاتي .

اِكتَلتُ المحاسن والمساوئ وجدتُ المساوئ أطغى , ولكن بِ النسبة لي كانت الحسنة بِ عشرةِ أمثالها إلى مئة ضعف , إذاً .. فَ أنا سَ أنفى إلى بلاد الشقاء.

بلادُ الشقاءِ , بلاد النقاء .. بلادي ..

سَ أحكمها أنا , وسَ أشرع أتباع مذهبي كَ خيارٍ واحد وبِ الإجبار , سَ أسن قوانين قوآمتي , سَ أعيد ترتيب كياني لِ أكون أقسى أنثى عرفها البشر , سَ أحكم لِ كل مخطئ بِ الإعدام , وسَ أنبش الماضي , سَ أتسكعُ في محطات الظُلم , سَ أحمِلُ فلسفة تنحصر بين حُروف العلة والاستفهامات المنفية المحرمة , سَ أنفذ قوانين ومبادئ غير منصفةٌ أبداً , سَ أُحرم الصعود لِ محرابي والصلاة في اتجاه قبلتي , سَ أكون جبارةً وسَ أسرف في جَبروتي , سَ أخلق الاتجاه الخامس لِ أرضي , وسَ أرسي قواعِد جِدار حُدودي بِ لا منافذ , فَ من دخلها فَلن يخرج منها مهما بَلغ بهِ الهرمُ ميلاً وانحناءَ .

سَ أمنح المُتمرد على طيّبي النية وسام الإباحة , وسَ يكون الربح مقابل كُل خسارة , والسعادة مقابل التعاسة , وغسل الهموم مقابل طعن القلوب , سَ أمزقني , سَ أنسى أني كنت أنا وسَ أنثر قصاصات بقايا ماضيّي مع تلكَ الرياح العاتية , وسَ أُقاضِي روحي بِ ملفها المقبور بِ الغبار , وسَ أورثُ الأرضٍ لِ بشرِ شكوا الهم سنين , وسَ أدفن الأمنيات من زِنزانة العجز , وإلى حين سقوط عرشي .. سَ انتهي وأندثر .



**

ما دمتُ غارقة في سماء حُزني فَ لِما أخشى الأسى , وما دمتُ مُتمردة على قوامتِك فَ لما أخشى الفُقد , وما دمتُ لا أبالي لِ شخصك فَ لما أخجل , وما دمتُ خارج نِطاق الحقيقة فَ لما أحلُم ,وما دمتُ قاسية فَ لما أبكي ,وما دمت متناقضة فَ لما أُعاتب , وما دمت أنا فَ لما أريدك أن لا تكون أنت .


( لم أكن أنانيةٌ قط ولكنَ الحزنَ قبع على صدري ,

فَ لا تحاسبوني على قبيح ثَرثرتي حتى تَعلموا ما في جوفي ) .


..