الأحد، 20 ديسمبر 2009

فَ لترأف السماء ، ولتحنو عليّ

فقدٌ ينخر عظامي ، ويهلك بقايا جسدي ، ويمنع مني حتى حق البقاء ~ ..
أمرض بك ، وأعود لِ ألملموني بمهدئات كاذبة وأقول في نفسي أني شفيت .. شفيت منك ، وما ألبث حتى تعود لتلتصق بروحي ذكرى تفاصيلك .



أكان يجب علي أن أتألم ، لأنفث في أعماق أحاسيسك أني أهيم بك
أكان يجب علي بكل صباحٍ أن أرسل مع الطيور الساكنة في كبد السماء أنشودة أرتلها ، أرجوك بها
أكان يجب علي أن أعيد تكوين وسادتي بكل مساء لتناسب شكل الألم معك
أكان يجب أن أحزن حتى تقول فيني لما كُل هذا الشحوب
أكان يجب أن أسلخ الفرح مني لتلاحظ أني أتألم
..!؟





..
أدخلني حبكِ سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلكِ لم أدخل مدن الأحزان
لم أعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
وأن الإنسان بلا حزنٍ ذكرى إنسان
_

هل هو تنبؤٌ نزاريٌ منه عن أجيالٍ بعده ، أم أن تكدس البشرية ..؟
جعلت من الأقدار تعيد تكرار الحدث فَ تتشابه الأحزان ..؟


أن كنتَ تسمعني وتراني .. فأنا أتساقطُ شوقً ورغبه .. بك وإليك ..




أيها القريب البعيد ، أيها الساكن في مساحات فضاء عالمي ، يبعثرني وجودك بين فواصلي ويلقي بي لأشقى انهزاماتي .
أضيع ما بين قوسي الدجى حين يضعهما القدر بين يدي ويتركني ويمضي .


أريدك ولا أريد ..!
أريد أن أكون بك أريد أن أتنفسك أحضنك إقراءك بين صفحات أيامي كلها وتُوشمها بختم مرورك الزكي الشافي
ولا أريد أن أكون معك ومع ضعفي الدائم ، لا أستطيع أبد أن آتي إليك ، قبل أن أرى شيءً من الإيماءات الخفية لتعني لي بِ أهلاً ..
لا أريد توبيخاً أكثر لذاتي ولا أريد جلدً أكثر لانهزامي
ولكن ماذا عن صراعاتي وأنت قريب مني ومتجاهلً لحضوري
ماذا علي أن أفعل ، أصرخ ، أتعثر ، أم أموت حيرة وتردد ، أم أذوب شوقً ورغبه
ماذا علي أن أفعل ..!

آه يا أنت .. مازلت هُنا ، يتوازى استقامة ظهري باستقامتك ، وما زالت بقايا أنفاسك وأحرف حديثك تطير متخاصمة تريد إثارة ذاتي الموجعة ، أتخشب خائفة أدعي ألا مبالاة ، وأنني لا أعلم بك .
تركلني بأطراف جسدك وتقول بأعينٍ تحلق لسماء : "sorry" فأجاوبك وأتجاهل عروبتي لألتصق بك : "don't worry I'm fine "
كيف لك أن لا تعلم وأنت فقط من كان معي في ذاك المقهى ، لا أحد يحتسي كوب قهوته هُنا سوانا على طاولتان اقتربتا حد الالتصاق
فَ أصبحت أجوب بك كَ الطيور بسمائك ، أحاول جاهدة أن ألاعب الغيوم لأخلق لحظةُ سهوٍ أصافحك بها ، أو أن أخلق صدفة تخبرك أني هُنا وأني أقطن خلفك .
ولكن هيت لي كل مُراد .

فَ لترأف السماء ، ولتحنو عليّ


كان يجب علي أن أخُط النهاية مُبكراً ، وقبل أن أعلق بهذه المعمعة ، كان يجب علي أرتكز على تجارب غيري وأمتعض ، كان يجب علي أن لا أقدم لك كلي هدية ، وأن لا أترك لك جسدي فراشً تمارس به شغب دفئك ، كان يجب علي أن أعي أكثر وأن أعتني بنفسي أكثر لكِ لا تتكاثر بي فأفقد صلت روحي بجسدي فيطيش كلٌ على حده ، كان يجب علي أن لا أُصدق رجلٌ أحمق يلوثني , ولا يعيرني سوى الامتهان والنقص .



::

أحتاج أن أنزعك مني ، لكن أخشى علي الموت
وأن أكون ذكرى من العدم
..

هناك تعليقان (2):

  1. عبير

    سلآم ل/ قلبك



    هنآ حرف دآفء


    كنت أقرأك ..




    ضميري البآقي

    ردحذف
  2. سعيدة لِ كونكَ هُنآ
    فَ شكراً لِ هذا الوجود وأهلاً كثراً "سلطان

    ردحذف