الأحد، 23 أغسطس 2009

يَوّمُ رَحّيِلّكْ

قِصَةْ قَصّيرةْ ..
يوم رحيلك ..

ذالك اليوم الذي لم أمتلك فيه جوارحي
ذلك اليوم الذي تمنيت أن تكون هذه ألحضه هي أخر محطات حياتي
ذالك اليوم وعندما أخبرتني أنك عزمت على الرحيل
و تريد الهروب من القدر
وتترك كل شي يذكرك بهذا الألم
لم أكن حينها أمتلك القدرة العقلية التي تجعلني أستقبل ما تقول
كنت تقف أمامي وتقذف جمل بلا أي تعقيب
لم تكن كلماتك واضحة المراد
لم أفهم منك سوى "الرحيل"
كنت تقول "سأذهب بعيــــــــــد بعيداً جداً "
ورغم هروب عينك عن مواجهة عيني
لم تستطيع أن تخفي لمعه عينيك
حينها
أنا لا أعلم لما أصبت بالخرس
أراك تبتعد عن مدى نظري
أريد منعك
أريد أن أبوح لك بسري
أريد أن أقول لك أني "أحبك "
"وأحبك جداً"
أريد أن أقول لك أين ستذهب
حتى إذا أدمآني شوقي
رأيتك
إلى أن فارقني خيالك
وأصبحت لا أرك
لا أرى سوى أثار قدميك
أغمضت عيني حينها
فحرقتها طعنت أحشائي
رحلت و لم أودعك
وحتى خاتمه كلماتك لم أنصت لها
فأصبحت كصماء أخرسها الزمن
فتحت عيني
لترتاح من دمعه
كانت مؤلمة جداً
لا أعرف ماذا أفعل وما سأفعل
أخذت نفسي وبدئت أسرق خطواتي
لا أعلم إلى أين أذهب
وسلمت نفسي لخطواتي
فمضيت
ومضى عام
وأنا أسيرت هذا اليوم
في كل يوم كان ناقوس ذكراه يزور مخيلتي
وفي كل يوم كنت أغير بالنهايات
"ولكن اليوم"
وبعد مضي عام على ذلك الرحيل
" سأنسى "
سأنساك وأنسى كل شي
سأنسى خرسي وصمي
وحبي وشوقي
فأنا
انتظرتك
وأنظرت
وأنظرت
ولم أجد لغيابك عذراً
لأعفيك من النسيان
و بـ هذا اليوم
سأخرج من عالمك إلى عالمي
لأعيش كما ينبغي أن أعيش
"وسأكتب لك اليوم"
بهذه الأوراق
وبقلمك
لأنهيك من حياتي
لتصبح ذكرى لا أطيل الوقوف أمامها
"سأكتب لك"
...
عزيزي يآ أنت
اليوم وبعد عام من رحيلك
سأقول لك ما لم أستطيع أن أقوله
بحفظ الله
أرحل و السعادة معك
فأنت ملكت كلي
وكنت حياتي
وكنت دائي
وكنت دوائي
وكنت مائي
وكنت هوائي
ولكن
أنت أحببت الرحيل
فليس لي عليك من سلطان
وأفعل مآ تريد
فسأدعو لك
فاليوم جراحي إلتأمت
وأصبحت أيقن بكل ما يقال
ولك إهدائي
" ..
إلي نساك آنساه
وإلي هواك أهواه
وإلي قدر فرقاك
تقدر على فرقاه
.."
قد تعجب من التغيرات في أسلوبي
أعذرني
فأنا اليوم أنثى أخرى
أنثى لا تعرفها
أنثى ناضجة
تعرف ما تقول
"إلى اللقاء"
إلى لقاء قد يطول
وقد لا يكون
بحفظ الرب
دعواتي الخالصة لك
...
أخذت هذه الأوراق لأشيعها
و أحفر لها قبرها
في مكان الذي تركتني فيه
لم أكن سعيدة
فالموت بجميع حلله مؤلم
وأنا في ذاك المكان
جلست على ركبتي
وبدأت أحمل بالتراب
كنت وحيده والهدوء يسكن المكان
كنت أبكي بحرقه
لم أمنع نفسي لان اليوم هو أخر يوم لك في جسدي
لأن اليوم هو يوم الانتهاء
كانت شهقاتي تضيق على أنفاسي
رفعت براسي قليلاً فأصبحت أرى أمامي و ألأوراق متشبثة بيدي
فسمعة أنفاسً خلفي
لم أملك الجراءة لأنظر من كان خلفي
فادعيت ألا مبالاة
فشعرت بعدها بملمس يد على كتفي
حينها بدئت أطرافي بالخمول
كنت خائفة
وقفت على قدماي
وأختشب جسدي
إلى أن نادى باسمي
نعم سعت أسمي
أسمي الذي كان ينادي به
حينما كان يعتبرني شيءً منه
أما أنا أصبت بـِ برود الإحساس
وبرود المشاعر
وبرود أعصاب
فإلتفت له
ووضعت عيني بعينه
وقلت : نعم ..
رأيت في عينيه حبي وشوقي وانكساري
رأيت بعينيه غرقي وتحطماتي
فرحت بقدومه
ولكن كانت جراحي أكبر من خطيئته
كان يسألني عني
لم أستطيع أن أجيبه
تذكرت الورقة
فعدت للحفرة التي حفرتها بيدي
وضعت الأوراق
ثم غطيتها بالتراب
لم أجد لما فعلته أي تفسير
ولكن كنت قويه ومتماسكة
فعدت ووقفت على قدمي
قابلت عينيه
إلى أن أطفأت أشواقي
كان يتحدث كثيراً
فوضعت أصبعي على فمه
و قلت له .. :
" والألأم تحرق أحشائي "
تأخرت
تأخرت كثيراً
لن أعيد فتح جراحي
فاليوم ستنتهي مني
مثل ما أنهيت أجمل أيامي
فكيف تسألني الآن عني
وأنا تعبت السؤل عنك
لا استطع أن أسامحك
فصبري طآل
واليوم تريد مني إن أجدد معآناتي
لا .. يآ أنت
أبتعد عني
لا أريدك
اليوم هو يومي
فكل ما بي لك
كتبته هنا
ودفنتها معك
..
خرج الكلام مني
لم أكن أريد خروجه
ولكن لا أستطيع أن لا أكابر
وأن أقول .. " أتعلم أني أنا الآن أسعد من في الأرض وأتعسها "
قلت كل كلماتي
وحملت بنفسي بعيداً عنه
حاول إيقافي
ولكن لم أقف
فلم أستطع منع دموعي المتمردة
فرميتها خلفي وسرت بعيداً عنه
حتى اختفيت عن نظره
أتكيت على جذع نخله
وبدئت أبكي
وأبكي
وأبكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق